كان الشيخ عبد الغفار معروفًا في قريته ليس فقط بعلمه الواسع في عالم الروحانيات، ولكن أيضًا بقدراته التي يدعي البعض أنها تتجاوز حدود الفهم البشري. منذ شبابه، كان يجذب الانتباه بقوة حضوره وشخصيته الغامضة، حيث بدأ بإظهار مواهبه الروحانية عندما كان لا يزال صغيرًا. البعض يعتقد أنه ورث هذه القوى من أسلافه، الذين كانوا هم أيضًا معروفين بممارساتهم السحرية والشعوذة.
في سن مبكرة، استطاع عبد الغفار أن يُعيد الحب بين الأزواج، يُبطل الأعمال السحرية، ويجلب الأرزاق، وذلك باستخدام ما وصفه بـ “العلم القديم”. لكن ما جعله مشعوذًا قويًا بحق هو قدرته على التأثير في مشاعر وعقول الناس بطريقة لا يفهمها حتى أقرب المقربين إليه. كان يقال أنه يستطيع رؤية ما وراء الواقع المادي، وأنه قادر على استدعاء أرواح أو كائنات من عوالم أخرى للتدخل في الأحداث اليومية.
كان عبد الغفار لا يعمل لكل الناس، بل كان ينتقي من يراه مستحقًا للمساعدة. يطلب من زواره أن يكونوا صادقين في طلباتهم، ويُشاع أنه يستطيع قراءة نواياهم قبل أن ينطقوا بها. كان له حضور مهيب، عيون عميقة تكشف عن سر دفين، وكلمات قليلة لكنها تحمل قوة تأثير لا تُصدق.
بجانب أعماله الروحانية التي شملت فك السحر، جلب الحبيب، وفتح الأبواب المغلقة في الحياة، كان عبد الغفار يمتلك طقوسًا خاصة تجري في ظلام الليل، حيث يشعل البخور ويستخدم تعاويذ قديمة يقال إنها تم تناقلها عبر الأجيال. كان يعتمد في عمله على أدوات غامضة مثل الحجارة الكريمة والأعشاب النادرة التي يحصل عليها من أماكن بعيدة. ويعتقد أن بعض هذه الأدوات تحمل طاقات كونية تمكنه من الاتصال بقوى خفية.
وعلى الرغم من القوة التي كان يظهرها عبد الغفار، إلا أن هناك سرًا أكبر يحيط به. البعض يعتقد أن هذه القوة ليست فقط من الأرض، بل من عوالم أخرى، وهو ما يجعله قويًا إلى حد لا يمكن لأي مشعوذ آخر مجاراته. الكثيرون كانوا يخشونه، لكنهم في نفس الوقت لم يستطيعوا مقاومة الحاجة إلى طلب مساعدته عندما تكون حياتهم في خطر أو مشاعرهم في أزمة.